للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السورة المكية آية تحمل طابع التنزيل المدني، أو تتضمن شيئًا من حوادثه قالوا إنها مدنية، وإذا ورد في السورة المدنية آية تحمل طابع التنزيل المكي، أو تتضمن شيئًا من حوادثه قالوا إنها مكية، وإذا وجد في السورة خصائص المكي قالوا إنها مكية، وإذا وجد في السورة خصائص المدني قالوا إنها مدنية.

مثال ذلك قالوا: كل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية فهي مكية، وكل

سورة فيها فريضة أو حَدٌّ فهي مدنية. [انظر علوم القرآن للقطان]

[تعريف القرآن المكي والمدني]

١ - القرآن المكي: هو الذي نزل به الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل الهجرة وإن كان بغير مكة.

٢ - القرآن المدني: هو الذي نزل به جبريل على محمد - صلى الله عليه وسلم - بعد الهجرة، وإن كان بمكة، كالذي نزل في حجة الوداع.

مثال ذلك قول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}. [المائدة: ٣]

"جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا نزلت معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: فأي آية؟ تال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}. فقال عمر: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عرفة يوم جمعة. [رواه البخاري]

أقول: في هذه الآية رد على القائلين بالبدعة الحسنة في الإِسلام وقد قال الإِمام مالك من ابتدع في الإِسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - خان الرسالة لأن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الآية.

فما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>