للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التحذير من مخالطة المبتدعة]

قال الله تعالى:

{وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: ٦٨]

والمراد بذلك كل فرد من آحاد الأمة أن لا يجلس مع المكذبين الذين يحرفون آيات الله، ويضعونها على غير موضعها. [تفسير ابن كثير ج ٢]

أقول: وكلمة الظالمين: تشمل المشركين، والمحرفين، والمبتدعين في الدين.

وقد حذر ابن القيم منهم فقال:

القسم الرابع: مَن مخالطته الهُلْك كله، ومخالطته بمنزلة أكل السم، فإن اتفق لآكله ترياق، وإلا فأحسن الله فيه العزاء. وما أكثر هذا الضرب في الناس- لا كثَرهم الله - وهم أهل البدع والضلالة، الصادون عن سنة الله ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الداعون إلى خلافها، الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً، فيجعلون البدعة سنة، والسنة بدعة، والمعروف منكراً، والمنكر معروفاً.

١ - إن جرَّدت التوحيد بينهم قالوا: تنقصت جناب الأولياء الصالحين!

٢ - وإن جرَّدت المتابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: أهدرت الأئمة المتبوعين!

٣ - وإن وصفت الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه رسوله من غير غُلُوِّ ولا تقصير قالوا: أنت من المشبهين!

٤ - وإن أمرت بما أمر الله به ورسوله من المعروف، ونهيت عما نهى الله عنه ورسوله من المنكر قالوا: أنت من المفتنين!

٥ - وإن اتبعت السنة وتركت ما يخالفها قالوا: أنت من أهل البدع المضلين!

٦ - وإن انقطعت إلى الله تعالى، وخليت بينهم وبين جيفة الدنيا قالوا: أنت من الملَبسين!

<<  <  ج: ص:  >  >>