ببعض الصفات الخاصة بالله -عز وجل- كعلم الغيب مثلًا، وهذا النوع منتشر بين الصوفية، ومن تأثر بهم، كقول البوصيرى يمدح النبي - صلى الله عليه وسلم -:
فإِن من جودك الدنيا وضَرَّتها ... ومِن علومك عِلمُ اللوح والقلم
ومن هنا جاء ضلال بعض الدجالين الذين يزعمون رؤية الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقظة، ويسألونه عما خفي عليهم من بواطن نفوس مَن يخالطونهم، ويُريدون تأميرهم في بعض شؤونهم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان ليعلم مثل ذلك في حال حياته كما حكى القرآن عنه بقوله:{ولو كنتُ أعلَمُ الغيبَ لا ستكثرتُ مِن الخير وما مسَّنيَ السوء}[الأعراف: ١٨٨]
فكيف يعلم ذلك الغيب بعد وفاته وانتقاله إِلى الرفيق الأعلى؟
وحين سمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - إِحدى الجواري تقول:"وفينا نبي يعلم ما في غد" قال لها: "دعي هذا وقولي بالذي كنتِ تقولين"[رواه البخاري]
والرسل قد يطلعهم الله على بعض المغيبات، لقول الله - تعالى:{عالِمُ الغيبِ
فلا يُظهِرُ على غيبه أحدًا إِلا مَن ارتضى مِن رسول} [الجن: ٢٧،٢٦]
مَن هو المُوحِّد؟
هذه الأنواع الثلاثة من الشرك مَن نفاها عن الله، فوحَّده في ذاته وفي عبادته
ودعائه، وفي صفاته، فهو الموحِّد الذي تشمله كل الفضائل الخاصة بالموحدين، ومن أثبت نوعًا منها فلا يكون مُوحِّدًا، بل ينطبق عليه قوله تعالى:{ولو أشركوا لَحبِط عنهم ما كانوا يعملون}[الأنعام: ٨٨]
{لَئن أشركتَ لَيحْبَطن عملُك ولتكونن من الخاسرين}[الزمر: ٦٥]
وإذا تاب ونفى الشريك عن الله فيكون من الموحِّدين.
اللهم اجعلنا من الموحِّدين، ولا تجعلنا من المشركين.