الذى لا يقوم الناس له أفضل عند الله من ذلك الغني المُقامِ له، لقول الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣]
٥ - قد يقول قائل: إِذا لم نقم للرجل فربما وجد في نفسه شيئًا على الجالسين، فنقول له: نحن نشرح لهذا القادم أن محبته في قلوبنا، وأننا نقتدي برسول الله الذي يكره القيام له، وبصحابته الذين لم يقوموا له، ونحن نكره للقادم دخول النار.
٦ - قد تسمع من بعض المشايخ يقولون إِن حسان شاعر الرسول يقول: (قيام العزيز عليَّ فرض) فهذا غير صحيح.
وما أحسن قول تلميذ ابن بطة الحنبلي:
وإذا صَحَّت الضمائر منا ... اكتفينا أن نُتعب الأجساما
لا تُكلّف أخاك أن يتلَقا ... ك بما يستحِلُّ فيك الحراما
كلناواثق بوُدِّ مُصافيه ... ففيم انزعاجنا وعلامَ؟
[القيام المطلوب والمشروع]
لقد وردت أحاديث صحيحة،. وأعمال من الصحابة تدل على جواز القيام إِلى
القادم، تعالوا معنا لنفهم هذه الأحاديث:
١ - كان - صلى الله عليه وسلم - يقوم إِلى ابنته فاطمة إِذا دخلت عليه، وتقوم إِليه إِذا دخل عليها، وهذا جائز ومطلوب، لأنه قيام إِلى الضيف لملاقاته وإكرامه، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرِم ضَيفه". [متفق عليه]
والقيام يكون من صاحب البيت فقط.
٢ - "قوموا إلى سَيِّدكم" [متفق عليه] وفي رواية "فأنزلوه" [حسن]
سبب ورود هذا الحديث أن سعدًا -رضي الله عنه- كان جريحًا، وطلبه الرسول