هكذا تصف الآيات كيف كانت رحى المعركة تدور لصالح المؤمنين حتى تنازعوا وعصوا الرسول لأن منهم من كان يريد الدنيا أي الغنائم فكانت النتيجة أنهم مُنوا بالهزيمة كجزاء لهذه المعصية.
وفي غزوة حُنين أصاب الغرور بعض المسلمين لما أعجبتهم كثرتهم وهذه معصية اخرى فلحقت بهم الهزيمة أيضاً ويقول تعالى في وصف هذه الغزوة:{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ
يتبين لنا مما سبق بأن نصر الله للمسلمين قد يستبدله سبحانه وتعالى بالهزيمة إذا عصَوا وخالفوا أمره، ومما هو جدير بالملاحظة في القصص السابقة أن صفوف المسلمين في ذلك الوقت كانت تضم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وخير الأنام على وجه الأرض إلا أن هذا لم يمنع عقاب الله وما فيه من تحذير وتقويم أن يقع، فكيف بصفوف المسلمين اليوم وقد كثر الخبث وأخذ الربا وترك الجهاد وظهرت ألوان لا حصر لها عن الفساد.