هذا الحديث الصحيح رواه مسلم يقسم القراء إلى قسمين:
١ - القارىء الذي يقرأ القرآن ويكون حجة له يوم القيامة هو الذي يعمل بأوامره، ويبتعد عن نواهيه فيحل حلاله، ويحرم حرامه، ويحكم به، ويتحاكم إليه، ويرضى بحكمه، ويتدبر معانيه عملاً بقوله تعالى:
ويكثر من تلاوته وحِفظه وسماعه من غيره، ولا سيما محطة الإذاعة للقرآن الكريم في السعودية وغيرها، ومن الأشرطة المسجلة لمشاهير القُراء كالمنشاوي والحصري وغيرهما، فيستفيد مع عائلته مِن تلاوته وتفسيره: فإذا قرأ أو سمع قوله تعالى {وأوفوا بِالعهد إن العهد كان مسئولًا}. [الإسراء ٣٤]
بادر إلى الوفاء بالعهد والوعد مع ربه وإخوانه.
٢ - القارىء الذي يَقرأ القرآن ويكون حجة عليه هو الذي لا يعمل بأوامره، ولا يبتعد عن نواهيه، ولا يحل حلاله ولا يُحرم حرامه، ولا يحكم به، ولا يتحاكم إليه، ولا يرِضى بحُكمه، ولا يهمه فهمه وتدبره وتطبيقه .. فإذا قرأ أو سمع قوله تعالى:
{ثُمَ نَبتَهِل فَنَجعل لًعنَتَ الله عَلىَ الكَاذِبِين}. [آل عمران ٦١]
فترى هذا القارىء يكذب على الناس في حديثه، ووعده، ومُعاملاته، وعقوده ومن المؤسف أن ترى مِن الكفار من يلتزم الصدق في مُعاملته وعقوده ووعوده، وحدثني ولدي أنه رأى في باريس حديقة الحيوانات، ورأى فيها حيواناً له يدان، فإذا ألقى إليه إنسان شيئاً أمسَكه بيده، وبما أن أحد المشاهدين لم يجد شيئاً معه، فأشار بيده إلى الحيوان دون أن يلقي إليه شيئاً، فرآه الفرنسي حارس الحديقة، وتقدم إلى هذا المسلم يوبخه على كذِبه على الحيوان!!