تفيد هذه الآية أن الولي هو المؤمن التقي الذي يجتنب المعاصي، ويدعو ربه ولا يُشرك به أحدًا؛ وقد تظهر له كرامة عند الحاجة مثل كرامة مريم حينما كانت تجد رزقًا في بيتها.
فالولاية ثابتة، ولا تكون إِلا لمؤمن طامُع مْوَحِّد، ولا يشترط ظهور الكرامة للولي حتى يكون وليًا، لأن القرآن لم يشترطها.
ولا يمكن أن تظهر الولاية على يَدِ فاسق أو مشرك يدعو غير الله، لأن ذلك من عمل الشركين، فكيف يكون الأولياء المكرمين؟ والولاية لا تكون بالوراثة من الأجداد، بل تكون بالإِيمان والعمل الصالح، وما يظهر على بعض المبتدعين من ضرب الحديد في بطونهم، أو أكل النار، فهو من عمل الشّياطين وهو استدراج لهم ليسيروا في ضلالهم. قال الله تعالى:{قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا}[مريم: ٧٥]
والذين ذهبوا إِلى الهند شاهدوا من المجوس أكثر من هذا كضرب السيف لبعضهم البعض وغير ذلك رغم كفرهم! والإِسلام لا يُقِر هذه الأعمال التي لم يعملها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته. ولو كان فيها خير لسبقونا إِليها.
إن الولي عند كثير من الناس هو الذي يعلم الغيب، وهذا ممّا اختص به الله وحده، وقد يُطلع بعض رسله عندما يُريد لقوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (٢٦) إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ...} [الجن: ٢٦]
فالآية خصصت الرسول، ولم تذكر غيره.
وبعض الناس يرى قبرًا بُني عليه قبة فيظن أنه ولي، وقد يكون هذا القبر لفاسق أو