للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الإحتجاج بالقدر]

س ١: هل يجوز الاحتجاج بالقدَر؟

ج ١: يجوز الاحتجاج بالقدر على المصائب، لأنها واقعة بقضاء الله وقدره،

قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ}. (سورة التغابن: ١١)

قال ابن عباس: بأمر الله، يعني عن قدره وقضائه.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلتُ كان كذا وكذا، ولكن قُل قدَّر الله وما شاء فعل، فإن لَوْ تفتح عمل الشيطان". (رواه مسلم)

وأما الاحتجاج بالقدر على المعاصي فهو من خصال المشركين الذين قال الله

فيهم: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ

شَيْءٍ ..}. (سورة الأنعام: ١٤٨)

والمحتج بالقدر إما جاهل مُقلِّد أو مُلحد معاند، وهو متناقض في دعواه لا يقبل أن يعتدي عليه أحد، ثم يقول: هذا قضاء الله وقدره!

لقد أرسل الله الرسل وأنزل معهم الكتب ليُبينوا للناس طريق السعادة والشقاء،

وتكرَّم على الإنسان بالعقل والتفكير، وعرَّفه الضلال والهدى. قال الله تعالى:

{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}. (سورة الإنسان: ٣)

وقال تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (٩) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}. (سورة الشمس ٨ - ١٠)

فإذا ترك الإنسان الصلاة، أو شرب الخمر استحق العقوبة لمخالفته أمر الله ورسوله وعندها يحتاجِ إلى التوبة، ولا ينفعه احتجاجه بالقدر.

س ٢: هل نترك العمل ونتَّكل على القدر؟

ج ٢: لا نترك العمل لقول الله تعالى:

{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} (سورة الليل ٥ - ٧)

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "اعملوا فكلٌ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له". (رواه البخاري ومسلم)

<<  <  ج: ص:  >  >>