٣ - وقال ابن عباس رضي الله عنهما: التفسير على أربعة أنواع:
١ - فتفسير لا يعذر أحد في فهمه (كمعرفة الحلال والحرام).
٢ - وتفسير تعرفه العرب من لغاتها (كمعنى الإله: وهو المعبود).
٣ - وتفسير يعلمه الراسخون في العلم (كمعنى الإستواء: العلو).
٤ - وتفسير لا يعلمه إلا الله (كمعرفة كيفية الذات والصفات). [ذكره ابن كثير]
[التأويل المذموم]
الثالث: التأويل المذموم: هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به، وهو الذي عناه أكثر المتأخرين في تأويل نصوص الصفات، وإنما لجأوا إليه مبالغة منهم في تنزيه الله تعالى عن مماثلة المخلوقين في زعمهم؛ وهذا زعم باطل أوقعهم في مثل ما هربوا منه أوأشد، فهم حين يؤولون اليد بالقدرة مثلًا إنما قصدوا الفرار من أن يثبتوا للخالق يداً، لأن للمخلوقين يداً فاشتبه عليهم لفظ اليد فأولوها بالقدرة، وذلك تناقض منهم، لأنهم يلزمهم في المعنى الذي أثبتوه نظير ما زعموا أنه يلزم في المعنى الذي نفوه، لأن العباد لهم قدرة أيضاً. فإن كان ما أثبتوه من القدرة حقاً ممكناً كان إثبات اليد لله حقاً ممكناً أيضاً. وإن كان إثبات اليد باطلاً ممتنعاً لما يلزمه من التشبيه في زعمهم كان إثبات القدرة باطلاً ممتنعاً كذلك، فلا يجوز أن يقال: إن هذا اللفظ مُؤوَّل بمعنى أنه مصروف عن الإحتمال الراجح إلى الإحتمال المرجوح. وما جاء عن أئمة السلف وغيرهم من ذم للمتأولين إنما هولمثل هؤلاء الذين تأولوا ما يشتبه عليهم معناه على غير تأويله وإن كان لا يشتبه على غيرهم. [انظر علوم القرآن للقطان]