إن موقف الرالسخين في العلم من المتشابه وموقف الزائغين منه بينه الله تعالى فقال في الزائغين:{فأما الذين في قلويهم زَيغٌ فيتَّبعون ما تشابة منه ابتغاءَ الفتنة وابتغاءَ تأويلِه}. [آل عمران ٧]
وقال في الراسخين في العلم:
{والراسخون في العلم يقولون آمنا به كُل من عند رَبنا}[آل عمران ٧]
فالزائغون يتخذون من هذه الآيات المشتبهات وسيلة للطعن في كتاب الله وفتنة الناس عنه وتأويله لغير ما أراد الله تعالى به فيَضِلون وُيضلون.
وأما الراسخون في العلم فيؤمنون بأن ما جاء في كتاب الله تعالى فهو حق وليس فيه اختلاف ولا تناقض لأنه من عند الله.
{ولو كان من عند الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}. [النساء: ٨٢]
وما جاء مشتبهاً ردوه إلى المحكم ليكون الجميع مُحكَماً.
١ - ويقولون في المثال الأول: إن لله تعالى يدين حقيقتين على ما يليق بجلاله وعظمته لا تماثلان أيدي المخلوقين كما أن له ذاتاً لا تماثل ذوات الخلوقين لأن الله تعالى يقول: {لَيسَ كمِثله شيء وَهُوَ السَميِعُ البَصير}. [الشورى ١١]
وكعُلُو الله على عرشه على ما يليق بجلاله لا يشبه مخلوقاته:
قال الله تعالى:{الرحمَن عَلَى العَرش استَوَى}. [طه ٥]
٢ - ويقولون في المثال الثاني: إن الحسنةَ والسيئة كلتاهما بتقدير الله -عَزَّ وَجَلَّ- لكن الحسنة سببها التفضل من الله تعالى على عباده. أما السيئة فسببها فعل العبد كما قال الله تعالى:{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}. [الشورى ٣٠]
فإضافة السيئة إلى العبد من إضافة الشيء إلى سببه لا من إضافته إلى مُقَدِّره، أما