إن دوام الذكر لما كان سببًا لدوام المحبة، وكان الله سبحانه أحق بكمال الحب والعبودية والتعظيم والِإجلال كان كثرة ذكره من أنفع ما للعبد، فالذكر للقلب كالماء للزرع بل كالماء للسمك لا حياة له إلا به: وهو أنواع:
١ - ذكره بأسمائه وصفاته، والثناء عليه بها.
٢ - تسبيحه وتحميده، وتكبيره وتهليله، وتمجيده، وهو الغالب من استعمال لفظ الذكر عند المتأخرين.
٣ - ذكره بأحكامه وأوامره ونواهيه: وهو ذكر أهل العلم. بل الأنواع الثلاثة هي ذكرهم لريهم.
٤ - ذكره بكلامه، وهو القرآن، ويعتبر من أفضل الذكر:
وذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تبع لذكره فهذه خمسة أنواع من الذكر. [انظر جلاء الأفهام لابن القيم ص ٣٠٧]
أقول: وذكر الله يكون بما شرعه الله، وعلمه رسوله لأمته، لا بالإبتداع كما يفعل الصوفية من الأذكار المختلفة المخترعة المبتدعة مثل قولهم، هو، هو، ويعتبرونه من أسماء الله، وهو غير صحيح، وكذلك الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تكون إلا بما ورد في السنة كالصلوات الإِبراهيمية وغيرها مما يوافق السنة.