كإطلاق اللسان في الأعراض وتعديه باللسان في المناظرة، وقصده الاستخفاف، واشتغاله من العلوم بما لا يقصد منه إلا الجاه، كعلم الجدل والمناظرة. فهذه ذنوب يُتَّبَعُ العالم عليها، فيموت العالم ويبقى شرُّه مستطيراً في العالم آماداً متطاولة. فطوبى لمن إذا مات ماتت ذنوبه معه.
قال تعالى:{وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ}. (سورة يس١٢)
والآثار ما يلحق من الأعمال بعد انقضاء العمل والعامل.
(انظر إحياء علوم الدين للغزالي)"بتصرف بسيط"
[تنبيه مهم]
أقول: إن ما ذكره الغزالي صحيح، ولكن هل وقع الغزالي في كتابه فيما حذرمنه؟ الجواب: نعم، فقد قال في كتابه كلاماً خطيراً سيتحمل وزره؛ من ذلك ما ذكره تحت عنوان:(باب حكاية المحبين ومكاشفاتهم) حيث ذكر هذه القصة: قال أبو تراب يوماً: لو رأيت أبا يزيد: فقال له صديقه: إني عنه مشغول، قد رأيت الله تعالى فأغناني عن أبي يزيد! قال أبو تراب: ويلك تغتر بالله -عَزَّ وَجَلَّ-! لو رأيت أبا يزيد (البسطامي) مرة واحدة كان أنفع لك من أن ترى الله سبعين مرة!!
ثم قال الغزالي: فأمثال هذه المكاشفات لا ينبغي أن ينكرها المؤمن.
"انظر إحياء علوم الدين ج ٤/ ٣٦٥"
أقول للغزالي: بل يجب على المؤمن أن ينكرها لأنها كذب، وكفر، فالله تعالى لم يره أحد في الدنيا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(إنكم لن تروا ربكم -عَزَّ وَجَلَّ- حتى تموتوا)"رواه مسلم"
والقول: بأن رؤية أبا يزيد البسطامي أنفع من رؤية الله زندقة وكفر؛ فكيف يجوز للغزالي أن يذكر هذه الخرافات، وكيف يجوز أن يلقب الغزالي بحجة الإِسلام، والإِسلام بريء من أقواله السابقة، وقد أمر الخليفة ابن تشفين بإِحراق كتاب إحياء علوم الدين لوجود أباطيل كثيرة فيه، فليحذر القارىء هذا الكتاب، ولا يأخذ منه إلا ما وافق الكتاب والسنة.