١ - يجوز للمسلم أن يتحدث بذنبه بعد توبته -كما فعل كعب- ليشجع على التوبة من الذنب، لا سيما إذا كان ذنبه مكشوفًا معروفًا للناس.
أما الذنب السري الذي ارتكبه المسلم، أو الذنب الجهري الذي لم يتب منه، فلا يجوز له أن يتحدث عنه لئلا يشجع غيره عليه، ويكون فيه المجاهرة التي حذر منها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله:
"كل أُمتي معافًى إلا المجاهرين". "متفق عليه"
ومَثل كعب -رضي الله عنه- مثل رجل أُصيب بعلَّة خطيرة فأجرى له الطبيب عملية جراحية ناجحة، وحرم عليه بعض الأطعمة، فاستجاب، وصبر، وقاسى من حرمانه ما قاسى، حتى تم شفاؤه، فهل في حديث هذا المريض -إذا حدث- إغراء بالعلة، أم وصية بالصبر والطاعة؟!
٢ - قد يتوفر للإِنسان المال والأسباب لقيامه بواجب الجهاد، ومع هذا كله يرتكب الذنب الكبير، والخذلان، والتقصير لو استجاب لدواعي الكسل والتسويف، وحب اللذة العاجلة كما حصل لكعب، وقد لا تتوفر للإِنسان الأسباب للقيام بواجب الجهاد، ومع هذا تراه يحب الجهاد ويحرص عليه، كما جرى للفقراء الذين جاءوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طالبين أن يحملهم، فلم يجد ما يحملهم عليه للذهاب للجهاد، فتولَّوا وهم يبكون، ولكن لنيتهم الطيبة يسَّرَ الله لهم مطايا، فحملهم عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
٣ - إن المؤمن يتألم فيما لو أهمل واجبه، يقول كعب:
(يُحزنني أني لا أرى لي أسوة إلا منافقًا، أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء).
٤ - المؤمن لا يخذل أخاه، بل يدافع عنه، فمعاذ بن جبل يقول للرجل:
(بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرًا).