للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الصور والتماثيل]

قام الإِسلام ليدعو الناس جميعًا إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة غير الله من

الأولياء والصالحين، المتمثلة في الأصنام والتماثيل والتصاوير، والأضرحة، والقبور، والقباب، وغيرها من المظاهر التي تؤدي للشرك.

وهذة الدعوة قديمة منذ أرسل الله الرسل لهداية الناس، قال الله تعالى:

{ولقد بعثنا في كل أمَّةٍ رسولًا أنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} "سوره النحل ٣٦" (الطاغوت: كل ما عبد مِن دون الله برضاه).

وقد ورد ذكر هذه التماثيل في سورة نوح -عليه السلام-، وأكبر دليل على أن هذه كانت تمثل رجالًا صالحين هوما ذكره البخاري عنِ ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {وقالوا لا تَذَرُنَّ آلِهتكم، ولا تَذَرُنَّ وَدَّاً ولا سُوَاعًا، ولا يَغوثَ وَيَعوق ونَسْرَاً وقد أضلّوا كثيرًا}. "سورة نوح ٢٣ - ٢٤"

قال: (هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلك أولئك أوحى الشيطان إلى قومهم، أن انصوبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا (تماثيل) وسمُوها بأسمائهم، ففعلوا ولم تُعبد، حتى إذا هلك أولئك ونُسخ العلم عُبدت).

فهَذه القصة تفيد أن سبب عبادة غير الله هي التماثيل الممثلة في الزعماء.

يظن الكثير من الناس أن هذه التماثيل، ولا سيما التصاوير أصبحت حلالًا،

لعدم وجود من يعبد الصور والتماثيل في هذا العصر، وهذا مردود من عدة وجوه:

١ - إن عبادة الصور والتماثيل لا تزال تُعبدُ في هذا العصر، فصورة عيسى وأمه مريم، تُعبدُ من دون الله في الكنائس حتى الصليب يركعون له!!

وهناك لوحات فنية لعيسى ومريم تباع بأغلى الأثمان، وتعلق في البيوت لعبادتها وتعظيمها.

٢ - وهذه تماثيل الزعماء في البلاد المتقدمة ماديًا والمتأخرة روحيًا تُكشف لها الرءوس، وتُحنى لها الظهور عند المرور على تمثال منها: كتمثال جورج واشنطن في أمريكا،

<<  <  ج: ص:  >  >>