الجهاد الصحيح عند الصوفية قليل جدًا فهم مشغولون بجهاد أنفسهم على زعمهم ويروون حديثًا كما قال شيخ الإِسلام ابن تيمية وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -:
"رجعنا من الجهاد الأصفر إلى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس".
فهذا لم يروه أحد من أهل المعرفة بأقوال النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل الواضح من القرآن والسنة أن جهاد الكفار من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهذه أقوال الصوفية في الجهاد:
١ - يقول الشعراني: لقد أُخذ علينا العهد بأن نأمر إخواننا أن يدوروا مع الزمان وأهله كيفما دار، ولا يزدرون قط من رفعه الله عليهم، ولو كان في أمور الدنيا وولايتها.
٢ - ويقول ابن عربي: إن الله إذا سلَّط ظالمًا على قوم: فلا يجب أن يقاوموه؛ لأنه عقاب لهم من الله.
٣ - وابن عربي وابن الفارض الزعيمان الصوفيان الكبيران عاشا في عهد الحروب الصليبية، فلم نسمع أن واحدًا منهما شارك في قتال، أو دعا إلى قتال، أو سجل في شعره أو نثره آهة على الفواجع التي نزلت بالمسلمين، لقد كانا يقرران للناس: أن الله هو عين كل شيء، فليدع المسلمون الصليبيين، فما هم إلا الذات الآلهية مُتجسدة بتلك الصور.
٤ - ويذكر الغزالي في كتابه (المنقذ من الضلال) عند بحث طريقة التصوف، أنه كان خلال الحروب الصليبية مشغولًا في خلوته تارة في مغارة دمشق، وتارة في صخرة بيت المقدس، يغلق بابهما عليه في مدة تزيد على السنتين.
ولما سقط بيت المقدس في يد الصليبيين عام ٤٩٢ هـ لم يُحرِّك الغزالي ساكنًا، ولا دعا للجهاد لإِعادته، مع أنه عاش (١٢) سنة بعد سقوطه.
وكتاب إحياء علوم الدين للغزالي، لم يذكر فيه شيئًا عن الجهاد أبدًا، بل ذكر فيه كثيرًا من الكرامات التي هي خرافات وكفريات، وهي في الجزء الرابع صحيفة ٤٥٦.
٥ - ويذكر صاحب كتاب (تاريخ العرب الحديث والمعاصر) أن أصحاب الطرق