٥ - التوحيد أساس الإِخاء والمساواة. لأنه لا يسمح لأتباعه أن يتَّخِذَ بعضهُم بعضًا أربابًا من دون الله، فالأُلوهية لله وحده، والعبادة من الناس جميعًا وعلى رأسهم محمد رسوله ومصطفاه - صلى الله عليه وسلم - (١).
[أعداء التوحيد]
قال الله تعالى:{وكذلك جعلنا لِكل نبى عَدُوًّا شياطينَ الأِنسِ والجِن يُوحي بعضهُم إِلى بعضٍ زُخرُفَ القولِ غُرورًا}[الأنعام: ١١٢]
اقتضت حكمة الله أن يجعل للأنبياء، ودعاة التوحيد أعداءً من شياطين الجن يوسوسون لشياطين الإِنس بالضلال والشر والأباطيل، ليضلوهم، ويصدوهم عن التوحيد الذي دعت إِليه الأنبياء أقوامهم إِليه أولًا، لأنه الأساس الذي تُبنى عليه الدعوة الإِسلامية؛ والغريب أن بعض الناس يعتبرون الدعوة إلى التوحيد تفريق للامة، بينما هو توحيد لها، فإِن اسمه دال عليه.
أما المشركون الذين اعترفوا بتوحيد الربوبية، وأن الله خالقهم، قد أنكروا توحيد الألوهية في دعاء الله وحده، ولم يتركوا دعاء أوليائهم، وقالوا عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي دعاهم إلى توحيد الله في العبادة والدعاء:{أجعلَ الآلهة إِلهًا واحدًا إِن هذا لَشئٌ عُجاب}. [ص: ٥]
وقال تعالى عن الأم السابقة: {كذلك ما أتى الذين مِن قَبلهم مِن رسول إِلا
قالوا ساحِرٌ أو مجنون (٥٢) أتواصَوْا به بل هم قوم طاغون}. [الذاريات: ٥٢ - ٥٣]
وصفات المشركين أنهم إِذا سمعوا دعاء الله وحده، اشمأزت قلوبهم ونفرت، فكفروا وأنكروا، وإذا سمعوا الشرك ودعاء غير الله فرحوا واستبشروا، وقد وصف
(١) من كتاب (حقيقة التوحيد) للدكتور يوسف القرضاوي بتصرف.