[شروط الإحتفاظ بمنافع الحج]
إذا أردت الإحتفاظ بمنافع الحج المتقدمة فاجتنب مايلي:
١ - الإِلحاد في الحرم: قال الله تعالى:
{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}. (الحج ٢٥)
أ - قال ابن كثير: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ}:
أي يَهُم فيه بأمر فظيع من المعاصي الكبار.
ب - وقوله: (بظلم) أي عامدًا قاصدًا أنه ظلم ليس بمتأول كما قال ابن جريج عن ابن عباس: هو التعمد.
ج - وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: بظلم: بشرك.
د - وقال مجاهد: أن يُعبَد فيه غير الله، وكذا قال قتادة وغير واحد.
هـ - وقال العوفي عن ابن عباس: (بظلم) هو أن تستحل من الحرم ما حرم الله عليك من إساءة، أو قتل، فتظلم من لا يظلمك، وتقتل من لا يقتلك، فإذا فعل ذلك فقد وجب له العذاب الأليم.
و- وقال مجاهد: (بظلم) يعمل فيه عملاً سيئًا، وهذا من خصوصيات الحرم أنه يعاقب البادي فيه الشر إذا كان عازمًا عليه وإن لم يوقعه. (انظر نفسير ابن كثير ج ٣/ ٢١٤)
أقول: ومن الإِلحاد في الحرم ما يفعله المجرمون مِن قتل الأبرياء، وترويع الآمنين، وينطبق عليهم قول الله تعالى:
{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ
يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ
خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. (المائدة ٣٣)
علمًا بأن المشرك كان يلقى قاتل أَبيه، فيُعرض عنه احترامًا للحرم، والمسلم أحق باحترام البيت وتعظيمه من المشرك، والله تعالى يقول: