للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مناقشة حول الوهابية]

قال الدكتور عبد العزيز عبد اللطيف:

وأذكر أنني كنت في زيارة إلى ماليزيا للمشاركة في ندوة .. فقال لي مرة أحد القضاة هناك: أنتم تدرسون في بلادكم العقيدة الوهابية، قلت له: المذهب الفقهي السائد في المملكة هو المذهب الحنبلي، والمرجع الرئيس في كليات الشريعة وأصول الدين، وهي الكليات التخصصية، والمتخرجون منها يتولون تدريس "الإعتقاد" في المراحل الإِعدادية والثانوية.

المرجع الرئيسي هو العقيدة الطحاوية للإِمام أبي جعفر الطحاوي الحنفي .. وشرحه للإِمام علي بن علي بن أبي العز الحنفي .. فأنت ترى أن صاحب المتن والشرح هم من علماء الحنفية، ولا ضير في ذلك، لأنه ليس للإمام أبي حنيفة مذهب يختلف عما عند أخيه الإِمام أحمد كما ليس للإِمام مالك والشّافعيّ وسائر الأئمة مذهب يختلف عن مذهب أبي حنيفة وأحمد، والجميع أسرة واحدة وأصحاب اعتقاد واحد .. لأن موردهم واحد، ومشربهم واحد .. وكذا الحال بالنسبة لمعتقد الإِمام محمد بن عبد الوهاب.

ولو جاء واحد من هؤلاء -وحاشاه- بقول مبتدع من عنده يخالف قول الله أو قول رسوله أو إجماع السلف لضربنا بقوله عُرض الحائط .. وأخذنا بقول الله ورسوله .. وإلا تعرضنا لسخط الله ومقته.

ولو رجع هؤلاء إلى كتب الأئمة ذاتها لتجلى لهم الأمر ولتبين لهم أنها الدسائس المغرضة التي شوهت الحقيقة عندهم، والتلبيس الذي أرخى بسدوله المظلمة على وجه الحق البين.

وأذكر أنني دخلت مرة على الأستاذ "عبد الجليل شلبي" مدير تحرير مجلة الأزهر إبان تحضيري لأطروحة علمية عن التقريب بين السنة والشيعة عام ١٣٩٩ هـ وجرى حديث عن موضوع الشيعة والسنة، فقال لي: وصيتي إليك ألا تأخذ مذهب طائفة إِلا من كتبها ومصادرها المعتمدة عندها، فلقد أتى عليَّ حين من الدهر كنت أظن في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الظنون، بل كنت أعدها من فئات الخوارج، فلما رجعت إلى مصادرهم تجلت لي الحقيقة، وأسفر الليل عن صبحه .. فإذا بي واهم وأن هذه الدعوة هي دعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له. ودعاوى وتقولات المبتدعة على بعض الأئمة أو مذاهبهم كثيرة وما أسهل الدعوى، ولكن العبرة بصدق الأقوال باقترانها بالبرهان الذي يشهد بصحتها (١) "


(١) راجح: كتاب [دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب] للدكتور عبد العزيز بن عبد اللطيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>