١ - أقول: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - له معجزات كثيرة، ولكنها كانت في حياته، وهذه نماذج منها.
أ - عن عبد الله بن مسعود قال: كنا مع رسول الله في سفر فقَلَّ الماء، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: اطلبوا لي فضلة من ماء.
الصحابة يجيئون بإناء فيه ماء قليل، فيدخل الرسول - صلى الله عليه وسلم - يده في الِإناء.
قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (حي على الطهور المبارَك، والبركة مِن الله).
قال ابن مسعود: لقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. "رواه البخاري"
يلفت الرسول - صلى الله عليه وسلم - نظر أصحابه إلى أن الماء المبارك الذي ينبع من بين أصابعه إنما بركته من الله وحده الذي خلق هذه المعجزة، وهذا حرص من الرسول على توجيه أُمته إلى التوحيد، ولذا قال لهم:(والبركة من الله).
ب - وهذا علي -رضي الله عنه- يأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويشتكي عينيه، فبصق الرسول - صلى الله عليه وسلم - في عينيه، ودعا له، فبرأ، حتى كأن لم يكن به وجع. "رواه البخاري"
أقول: إن هذه المعجزات كانت في حياته، وإن عليًا دعا له الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد أن بصق في عينيه فبرأ؛ لأن دعاء النبي مستجاب، أما بعد موته - صلى الله عليه وسلم - فقد توقف طلب الدعاء منه وانقطعت المعجزات لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا مات الإِنسان انقطع عمله إلا مِن ثلاث: صدقة جارية، أو عِلم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له). "رواه مسلم"
وهذا أبو طالب عَم الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يدافع عنه، لما حضرته الوفاة دعاه الرسول إلى الإِيمان فأبى، ومات مشركًا، ونزلت فيه: