١ - اشتريت من أحد تلاميذ الشيخ الصوفي المذكور حانوتًا وشرطت عليه أن يكفل المستأجر إذا تأخر عن دفع الِإيجار فرضي بذلك، وبعد فترة امتنع المستأجر عن الدفع، فراجعت المالك السابق الذي اشتريت منه، فرفض أن يدفع شيئًا بحجة أنه ليس لديه ما يدفعه، وبعد أيام قليلة يذهب هذا الصوفي مع شيخه إلى الحج، فعجبت له، وعرفت أنه كاذب. ثم شكوت أمري لبعض تلامذة الشيخ المقربين ما فعل هذا الرجل الذي غشني وباعني الحانوت من مستأجر لا يدفع الِإيجار فلم يفعل شيئًا وقال لي: ماذا نفعل معه؟ ولو كان منصفًا لاستدعاه وطلب منه أن يؤدي حق الناس.
وكنت أتردد على مكان هذا الكفيل، وعنده معمل للنسيج، فرآني أحد تلامذة الشيخ الذي كان ينشد القصائد ويتمايل أمام الشيخ راقصًا، فعرف أني أريد زميله، وطلبت منه أن يدلني عليه، وذكرت له عمله، فبدلًا من أن ينصفني انهال علَيَّ بالكلام الفاحش والبذيء، فتركته فقلت في نفسي: هذه أخلاق الصوفية وقد حذر منها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله:(أربعٌ مَن كنّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومَن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة مِن النفاق حتى يدعها: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصَم فجرَ). "متفق عليه"