١ - إن معركة التوحيد مع الشرك قديمة منذ زمن الرسول نوح -عليه السلام- حينما دعا قومه إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام، وبقي فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا. وهو يدعوهمِ إلى التوحيد، فكان ردهم كما ذكر القرآن:
روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير هذه الآية قال: هذه أسماء رجالٍ صالحين من قوم نوح، فلما هلك أولئك أوحى الشيطان إلى قومهم، أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا، وسموهم بأسمائهم ففعلوا ولم تُعبد، حتى إذا هلك أولئك ونُسيَ العِلمُ عُبدَتْ:
(أي الأحجار والأنصاب التي هي التماثيل).
٢ - ثم جاء الرسل من بعد نوح يدعون قومهم إلى عبادة الله وحده، وترك ما يعبدون من دونه من الآلهة التي لا تستحق العبادة، فاسمع إلى القرآن وهو يحدثك عنهم فيقول:{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ}. "سورة الأعراف"
وكان رَدُّ المشركين على جميع الأنبياء بالمعارضة والإستنكار لما جاءوا به، ومحاربتهم بكل ما يستطيعون من قوة.
٣ - وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي كان معروفًا عند العرب قبل البعثة بالصادق الأمين، لما دعاهم إلى عبادة الله وتوحيده، وترك ما كان يعبد آباؤهم نسوا صدقه وأمانته، وقالوا:(ساحِرٌ كذَّاب) وهذا القرآن يحكي ردهم فيقول: