للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأنبياء دينهم واحد]

يقول شيخ الإِسلام ابن تيمية في كتابه: اقتضاء الصراط المستقيم:

ولما كان أصل الدين الذي هو دين الإِسلام واحدًا وإن تنوعت شرائعه: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح:

(إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد، والأنبياء إخوة وإن أولى الناس بابن مريم لأنا، فليس بيني ويينه نبي). "معنى الحديث متفق عليه"

فدينهم واحد: وهو عبادة الله وحده لا شريك له، وهو يُعْبَد في كل وقت بما أمر به في ذلك الوقت: وهو دين الإِسلام في ذلك الوقت فمن خرج عن شريعة موسى قبل النسخ (١) لم يكن مسلمًا، ومن لم يدخل في شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - بعد النسخ لم يكن مسلمًا.

ولم يشرع الله لنبي من الأنبياء أن يعبد غير الله البته:

{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ}. "الشورى آية ١٣"

[متى تنفع لا إله إلا الله]

إن المسلم ينتفع بهذه الكلمة إذا عرف معناها، وعمل بمقتضاها ولما كانت هناك أحاديث يُتوَهم منها أن مجرد التلفظ بها يكفي، وقد تعلق بهذا الوهم بعض المسلمين، فكان لابُد مِن إزالة هذا الوهم:

١ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله حرَّم على النار مَن قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجهَه). "رواه البخاري"

٢ - وقال - صلى الله عليه وسلم -: (ما مِن عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله إلا حَرمَه الله على النار). "رواه مسلم"

٣ - وقال - صلى الله عليه وسلم -: (أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاك، فيُحجَب عن الجنة). "رواه مسلم ج ١/ ٢٤٤/ شرح النووي"

٤ - وقال - صلى الله عليه وسلم -: (مَن قال لا إله إلا الله مخلِصًا دخل الجنة). "صحيح رواه أحمد"

٥ - وقال - صلى الله عليه وسلم -: (مَن كان آخر كلامه "لا إله إلا الله" دخل الجنة). "صحيح رواه أحمد انظر صحيح الجامع"


(١) إشارة إلى أن الإِسلام نسخ شريعة موسى.

<<  <  ج: ص:  >  >>