لقد أصبح كثير من المسلمين يقلدون الكفرة في أزيائهم وعاداتهم باعتبارها على حد زعمهم حضارة وتقدمًا، وظنوا أنهم مثلهم في القوة إذا تشبهوا بهم في أزيائهم.
ولو رجع المسلمون إلى دينهم، وطبقوا تعاليمه لوجدوا فيه الحضارة والتقدم والقوة والسعادة في الدنيا والآخرة.
ويوم ترك المسلمون تعاليم الإِسلام وآدابه، وتشبهوا بالكفرة أصابهم الله بالذل والتفرق جزاء وفاقًا.
ولو أن المسلمين قاموا بالاختراعات المفيدة وقلدوا الكفرة فيها لكان خيرًا من التشبه بهم في العادات التي تضرهم ولا تنفعهم.
فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى المسلمين عن التشبه بالكفرة قائلًا:"من تشبه بقوم فهو منهم". [صحيح رواه أبو داود]
وفي غزوة الخندق يستشير أصحابه في مواجهة الأحزاب المهاجمين على المدينة، فيشير عليه الصحابي الجليل (سلمان الفارسي) أن يحفر الخندق ليمنع المشركين من دخول المدينة -كما كان يفعله الفرس- فيأخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - برأيه، ويشارك أصحابه في حفر الخندق؛ لأنه يفيد المسلمين في حمايتهم من عدوهم.
أما التشبه بالكفرة في عاداتهم وتقاليدهم الضارة، فتعود على المسلمين بالخسارة المادية والمعنوية والدنيوية والأخروية.