بُدْنك، وتدعوا حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك:
نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد يقتل بعضهم بعضًا غمًا. "رواه البخاري"
أ - والقصة دليل على أن المرأة الصالحة تُستشار في شؤون الأمة، ويُعمل برأيها في القضايا المهمة، وتدل على وفور عقل أم المؤمنين أم سلمة وصواب رأيها، حيث نفذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - اقتراحها، وانتهت المشكلة.
ب - والقصتان السابقتان: خديجة وأم سلمة، ومشورة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهما في أمور حصلت له يدل على احترام الإِسلام للمرأة، ويُبطل القول المنسوب إلى الخليفة عمر: "شاوروهن وخالفوهن" ومعاذ الله أن يخالف عمر عمَلَ رسول - صلى الله عليه وسلم -، ويخالف القرآن القائل: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: ٣٨]
[موقف المرأة المسلمة من الدين]
١ - إن المسلم رجلاً كان أو امرأة، حينما أعلن كل واحد منهما ولاءه لله -عَزَّ وَجَلَّ- ورضي بالله ربًا، وبالاسلام دينًا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيًّا ورسولًا كان على كل واحد منهما أن يعطى الثقة التامة والكاملة للتعاليم الإسلامية، لأنها ربانية جاءت لسعادة الرجل والمرأة في الدنيا والآخرة:
قال الله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: ٥١]
٢ - فلا بُدَّ للمرأة المسلمة أن تذعن لتعاليم الإِسلام وأحكامه التي جاءت لعزتها وكرامتها، وإنصافها في جميع حقوقها مع الرجل وما يتناسب مع فطرتها، وطبيعتها التي فطرها الله عليها، وهو أعلم بخلقها:
{أَلَا يَعْلَمُ مَن خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: ١٤]
وقد أشار القرآن من موقف المرأة المسلمة من الدين فقال:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: ٣٦]
وقد توعد الله تعالى من خالف أمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: ٦٣]