[القوارير: النساء][رويدك: ارفق في صوتك بالغناء خوفاً على النساء من الصوت الحسن، وخوفاً على النساء من السقوط عن الإِبل لأنها تطرب عند سماع الغناء فتسرع].
إِذا كان الرسول قد خشي الفتنة على النساء من سماع الحِداء، ونحوه من النشيد بالصوت الحسن، فكيف لو سمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما يذاع في زماننا من الفاجرات والمستهترات، وأمثالهن من المطربين المجاهرين بالفسق والمجون والخلاعة، بأشعار الغزل المتضمن لوصف الخدود والقدود، والثغور والنهود وما في معنى ذلك من إِثارة الوجد والهوى، وإِزعاج القلوب المريضة إِلى طلب الصبا، وخلع جلباب الحياء، ولا سيما إِذا قرنت هذه الأغاني بأصوات المعازف التي تستفز العقول، وتفعل في نفس من أصغى إِليها نحو ما تفعل الخمور ...
[الغناء ينبت النفاق]
١ - قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: الغناء ينبت النفاق في القلب، كما ينبت الماء البقل، والذكر ينبت الإِيمان في القلب، كما ينبت الماء الزرع.
٢ - قال ابن القيم: ما اعتاد أحد الغناء إِلا ونافق قلبه وهو لا يشعر، ولو عرف حقيقة النفاق لأبصره في قلبه، فإِنه ما اجتمع في قلب عبد قط محبة الغناء ومحبة القرآن، إِلا طردت إحداهما الأخرى، وقد شاهدنا ثقل القرآن على أهل الغناء وسماعه، وتبرمهم به وعدم انتفاعهم بما يقرؤه القارىء، فلا تتحرك، ولا تهيج منهم القلوب، فإذا جاء الغناء تخشع منهم الأصوات، ويقع الوجد، وطيب السهر، ولذا تجدهم يفضلون سماع الأغاني والموسيقا على سماع القرآن الكريم .. وقَلَّ أن يوجد مفتون بسماع الغناء والموسيقا إِلا وهو أكسل الناس عن الصلاة ولا سيما صلاة الجماعة في المسجد!!!