للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه قد يخطر ببال أحد خاطر شيطاني: هب إن إلهنا واحد، فلغيرنا إله غيره، فقال تعالى: {لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}. "انظر الطحاوية ١٠٩"

[لا إله في الوجود إلا الله]

هذا التفسير غير صحيح للأسباب الأتية:

١ - أن الآلهة المعبودة من دون الله كثيرة:

أ - الهندوس في الهند يعبدون البقر، وهىِ بمنزلة الآلهة عندهم.

ب - النصارى يعبدون عيسى، وهو بمنزلة الإِله عندهم.

جـ- بعض المسلمين يعبدون الأموات، ولا سيما الأنبياء والأولياء، حيث يدعونهم مِن دون الله، ويسغيثون بهم، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (الدعاء هو العبادة). "رواه الترمذي وقال حسن صحيح"

د - والدليل على تعدد الألهة الموجودة قوله تعالى:

١ - {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [هود: ١٠١]

ب - {فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً} [الأحقاف: ٢٨]

جـ - {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَامُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: ١٣٨]

فهذه الآيات تفيد وجود آلهة متعددة، ولكنها باطلة، والمعبود بحق هو الله وحده، والدليل قول الله تعالى:

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [الحج: ٦٢]

فشمل ذلَك جميع الآلهة المعبودة من دون الله من البشر والملائكة والجن وسائر المخلوقات وتفيد آية الأعراف السابقة أن المسلم إذا تكلم بكلام كفر، وهو لا يدري، فنُبه على ذلك فإنه لا يكفر كما فعل بنو اسرائيل، والصحابة الذين سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>