للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ملاحظات على كلام سيد قطب]

١ - تكفيره للمجتمع الإِسلامي: وذلك حين قال في "معالم في الطريق" "وأخيرًا يدخل في المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة"!

أقول: لا يجوز تكفير المجتمعات الإِسلامية، بعد أن أكرمها الله تعالى بالِإسلام، وإلحاقها بالمجتمع الجاهلي الذي لم يدخل الإِسلام.

أ - قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (لا تزال طائفة مِن أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم: تعال صَلِّ لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمير، تكرمة لهذه الأُمة). "رواه مسلم"

ب - وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إذا قال الرجل هلك الناسُ فهو أهلَكهم). "رواه مسلم"

قال الخطابي: معناه: لا يزال الرجل يعيب الناس ويذكر مساويهمِ ويقول: فسد

الناس وهلكوا ونحو ذلك فإذا فعل ذلك فهو أهلكهم، أي أسوأ حالًا منهم بما يلحقه من الإِثم في عيبهم والوقيعة فيهم، وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه، ورؤيته أنه خير منهم. "٤/ ٢٢٤"

وقد بوب الإِمام مسلم في كتابه فقال:

(باب النهي من قول: هلك الناس)

وقال - صلى الله عليه وسلم -: (أيما رجل مسلم أكفرَ رجلاً مسلمًا، فإن كان كافرًا، وإلا كان هو الكافر). "رواه البخاري"

وقال الله تعالى: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}. "سورة الحجرات"

وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إياكم والظن فإن الظن أكذبُ الحديث). "متفق عليه"

٢ - وقال (سيد قطب) في كتابه "معالم في الطريق":

وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإِطار، لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضًا!

أقول: إن هذا الكلام يدل على أنه لا يهتم بالشرك الموجود في أكثر البلاد وهو دعاء الأولياء من دون الله كقولهم: المدد يا سيدي الحسين! والطواف حول قبر الحسين وزينب والنذر للقبور، واعتقاد أن الأولياء يعلمون الغيب، ويتصرفون في الكون وهم الأبدال والأقطاب والأغواث وغيرها من أنواع العبادة التي لا تجوز إلا لله وحده، والتي

<<  <  ج: ص:  >  >>