قومه: مرارة بن الربيع العَمْري، وهلال بن أُمية الواقفي.
قال كعب: فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرًا فيهما أُسوة، فمضيتُ حين ذكروهما لي.
[الهجر جزاء المتخافين]
قال كعب: ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة مِن بين مَنْ تخلف عنه، فاجتنبَنا الناسُ وتغيروا لنا، حتى تنكرت لي في نفسي الأرض [تغيرت] فما هي بالأرض التي أعرف.
ولبثنا على ذلك خمسين ليلة.
فأما صاحباي فاستكانا [ضعُفَا] وقعدا في بيوتهما يبكيان!، وأما أنا فكنت أشبَّ القوم وأجلدَهم [أقواهم]؛ أخرجُ فأشهدُ الصلاة مع المسلمين، وأطوف في الأسواق، ولا يُكلمني أحد، وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي:
هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟!
ثم أصلي قريبًا منه وأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي نظر إليَّ، وإذا التفتُّ نحوه أعرض عني (١).
(١) يا قلب صبرًا على هجر الأحبة لا ... تجزع لذاك، فبعضُ الهجر تأديبُ