التوسل الممنوع هو الذي لا أصل له في الدين، وهو أنواع:
١ - التوسل بالأموات، وطلب الحاجات منهم، والاستعانة بهم، كما هو واقع
اليوم، ويُسمونه توسلًا، وليس كذلك، لأن التوسل هو الطلب من الله بواسطة
مشروعة كالإِيمان والعمل الصالح وأسماء الله الحسنى؛ ودعاء الأموات إِعراض عن الله، وهو من الشرك الأكبر، لقوله تعالى:{وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ}[يونس: ١٠٦]. (الظالمين: المشركين).
٢ - أما التوسل بجاه الرسول كقولك:(يارَب بجاه محمّد اشفني) فهو بدعة،
لأن الصّحابة لم يفعلوه، ولأن عمر الخليفة، توسل بالعباس حَيًّا بدعائه، ولم يتوسل بالرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد موته عندما طلب نزول المطر، وحديث "توسَّلوا بجاهي" لا أصل له، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهذا التوسل البدعي قد يؤدي للشرك، وذلك إِذا اعتقد أن الله محتاج لواسطة، كالأمير والحاكم، لأنه شبه الخالق بانحلوق.
وقاك أبو حنيفة:"أكره أن أسأل الله بغير الله" كما في الدر الختار
٣ - وأما طلب الدعاء من الرسول بعد موته، كقولك:(يا رسول الله ادع لي)
فغير جائز، لأن الصحابة لم يفعلوه، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إِلا مِن ثلاث: صَدقةٍ جاريةٍ أَوْ عِلم يُنتَفَع به، أَوْ ولدٍ صالح يدعو له". [رواه مسلم]
[شروط تحقيق النصر]
إِن القاريء لسيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وجهاده يرى المراحل التالية:
١ - مرحلة التوحيد: بقي الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة عشر عامًا في مكة المكرمة، وهو