يدعو قومه إِلى توحيد الله في العبادة والدعاء والحكم ومحاربة الشرك، حتى ثبتت هذه العقيدة في نفوس أصحابه وأصبحوا شجعانًا لا يخافون إِلا الله.
فيجب على الدعاة أن يبدؤوا بالتوحيد، ويُحذروا من الشرك ليكونوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المقتدين.
٢ - مرحلة الأُخُوة: لقد هاجر الرسول - صلى الله عليه وسلم - مِن مكة إِلى المدينة ليكوَّن المجتمع المسلم القائم على التحابب، فأول ما بدأ به هو بناء مسجد يجتمع فيه المسلمون لعبادة ربهم، ويُتاح لهم الاجتماع كل يوم خصكمرات، ليُنظموا حياتهم، وقد بادر الرسول - صلى الله عليه وسلم - إِلى المؤاخاة بين الأنصار سكان المدينة، وبين المهاجرين من مكة الذين
تركوا أموالهم، فعرض الأنصار أموالهم للمهاجرين وقدَّموا لهم كل ما يحتاجون إِليه.
ولقد وجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - سكان المدينة، وهم من الأوس والخزرج بينهم عداوة قديمة، فأصلح بينهم، وأزال الله الحقد والعداوة من صدورهم، وجعلهم إِخوة متحابين في الإِيمان والتوحيد. وكما جاء في الحديث: المسلم أخو المسلم .. إِلخ.
٣ - الاستعداد: لقد أمر القرآن الكريم بالاستعداد للأعداء فقال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: ٦٠]
وفسرها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله:"ألَّا إن القوة الرمي". [رواه مسلم]
والرمي وتعليمه واجب على كل المسلمين حسب استطاعتهم، فالمدفع والدبابة والطائرة وغيرها من الأسلحة تحتاج إِلى تعلم الرمي عند استعمالها، وليت طلاب المدارس تعلموا الرماية، وأجرَوا المباريات والمسابقات ليتأهلوا للدفاع عن دينهم ومقدساتهم؛ ولكن الأولاد يضيعون أوقاتهم في لعب الكرة، وإجراء المباريات، فيكشفون الأفخاذ التي أمرنا الإسلام بسترها ويضيعون الصلوات التي أمرنا الله بالمحافظة عليها.
٤ - وعندما نعود إِلى عقيدة التوحيد، ونكون إِخوانًا متحابين، ونستعد للاعداء بالسلاح سيتحقق -إِن شاء الله- النصر للمسلمين كما تحقق النصر للرسول - صلى الله عليه وسلم -