الدول والأمم العلمانية اللادينية فتخرج من الخيرية التي هيأها الله لها وأناط سؤددها وشرفها بها؛ ومن ثَم نهانا الله عن التشبه بأي قوم في شعائرهم وشعاراتهم وأزيائهم كي لا تنحدر هذه الأمة عن مستواها في قليل ولا كثير. [نفس المصدر السابق]
[الجاهلية القديمة والحديثة]
س ١ - هل الجاهلية مقصورة على قرون مضت أو تتجدد في الناس؟
ج ١ - ليست مقصورة على قرون، بل تزيد الجاهلية في فرن على ما قبله من القرون، إذ لها طوابع خاصة يتصف بها كل فرد، وكل أُمة عتت عن أمر ربها ورسله، وتَبعت أهواءها في كل شيء، حتى أن جاهلية اليوم تُعتبر أفظع مِن كل جاهلية سبقتها، لأن فيها من الإغراء على كفر النعم، وإنكار الخالق، أو التنكر لدينه وشريعته، والتهجم على حكمته والاستهانة بعزته، وتحسين الخلاعَة والرذيلة والفجور، وذهاب الغَيرة والحياء ما لم يكن في محيط أبي جهل وأبي لهب وما قبله من كل جاهلية، وقد لا ينتهي الأمر عند هذا الحد ما دامت الإِنسانية خارجة عن حدودها متَمَردة على نظام الله، وستبقى عرضة لعقوباته حتى ترجع إِلى أمره، وتحكيم شرعه. [المصدر السابق]