١ - تمتاز هذه الطريقة بأورادها السّرية الخفية، فليس فيها رقص ولا تصفيق مما عند غيرهم من الطرق المشهورة.
٢ - هذا الاجتماع على الذكر، وتوزيع الحصى على كل واحد، والموكل بالختم يأمرهم أن يقولوا كذا، ووضعهم الحصى في كأس ماء ليشربوا منه، ويستشفوا به، هذا كله من البدع التي أنكرها الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود حينما دخل المسجد، فرأى جماعة يتحلقون، وبأيديهم الحصى، يقول أحدهم: سبّحوا كذا، افعلوا كذا عدد الحصى التي بأيديهم، فقال لهم موبخًا:"ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصى نعدُّ به التكبير والتهليل والتسبيح قال: فعدُّوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم؟ هؤلاء صحابة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - متوافرون وهذه ثيابه لم تُبلَ وآنيته لم تُكسَر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى مِلَّة أهدى مِن ملة محمد، أو مفتتحوا باب ضلالة؟ "حسن رواه الدارمي والطبراني"
وهذه قضية منطقية سليمة، فهؤلاء إما أن يكونوا أهدى من الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأنهم وُفِّقُوا إلى عمل لم يصل إليهِ علم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وإما أن يكونوا في ضلالة، والفَرَض الأول منتف حتمًا؛ لأنه لا أحد أفضل من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يبق إلا الفَرَض الآخر.
٣ - الرابطة الشريفة: ويعنون بها أن يتصوروا صورة الشيخ أمامهم في الذكر ينظر إليهم، ويراقبهم لذلك تراهم يخشعون ويصيحون بأصوات منكرة غير واضحة، وهذه مرتبة الإِحسان التي وردت في قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:
(الإِحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك). "رواه مسلم"
ففي هذا الحديث يرشدنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن نعبد الله كأننا نراه، وإذا كنا لا نراه، فإنه يرانا، هذه مرتبة الإِحسان التي هي لله وحده، قد أعطوها لشيخهم وهذا من الشرك الذي نهى الله عنه بقوله:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}. [النساء: ٣٦]
فالذكر عبادة لله لا يجوز أن نشرك به أحدًا، ولو كان من الملائكة أو الرسل والمشايخ دون رتبتهم، فلا يجوز إشراكهم من باب أولى! والحقيقة أن تصور الشيخ في الذكر موجود أيضًا في الطريقة الشاذلية، وغيرها من الطرق الصوفية كما سيأتي.