للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - هذا الصياح الشديد الذي يعتريهم عند ذكر الشيخ، أو طلب المدد من غير الله كأهل البيت، ورجال الله، هو من المنكرات بل هو من الشرك المنهي عنه، فإذا كان الصياح عند ذكر الله منكرًا؛ لأنه يتنافى مع قول الله تعالى:

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}. "سورة الأنفال: ٢"

وفي قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

(أيها الناسِ إرْبعوا على أنفسِكم، فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إنكم تدعون

سميعًا قريبًا وهو معكم). "متفق عليه"

فإن الصياح والخشوع والبكاء عند ذكر الأولياء أشد إنكارًا لأن هذا يدل على الإستبشار الذي حكاه الله عن المشركين حين قال:

{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}. [الزمر: ٤٥]

٥ - الغلو في شيخ الطريقة واعتقادهم أنه يشفي المرضى، مع أن الله تعالى ذكر قول إبراهيم -عليه السلام- في القرآن الكريم.

{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}. [الشعراء: ٨٠]

(وقصة الغلام المؤمن الذي كان يدعو للمرضى، فيشفيهم الله، حين قال له جليس الملك: لك هذا المال إن أنت شفيتني! فقال له الغلام: (أنا لا أشفي أحدًا إنما يشفي الله إن أنتَ آمنتَ بالله دعوت الله فشفاك). "القصة رواها مسلم في صحيحه"

٦ - الذكر عندهم باللفظ المفرد وهو (الله) آلاف المرات هي وِردهم، مع أن هذا الذكر بلفظ (الله) لم يرد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن صحابته ولا التابعين، ولا عن الأئمة المجتهدين، بل هو من بدع الصوفية؛ لأن لفظ (الله) مبتدأ، ولم يأت بعده خبره، فأصبح الكلام ناقصًا، ولو أن إنسانًا نادى اسم (عمر) عدة مرات، فنقول له: ماذا تريد من عمر؟ فلم يرد علينا إلا باسم (عمر، عمر) لقلنا إنه معتوه، لا يدري ماذا يقول؟ ويستشهد الصوفية على الذكر المفرد بقول الله تعالى: {قُلِ اللَّهُ} ولو أنهم قرأوا الكلام الذي قبله لعرفوا أن المراد: قل الله أنزل الكتاب، ونص الآية: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ. . . قُلِ اللَّهُ} "سورة الأنعام: ٩١"

[أي قل الله أنزل الكتاب].

<<  <  ج: ص:  >  >>