١ - يأمرنا الله تعالى في هذه الآية أن ندعوه بأسمائه الحسنى، فإن أول واجب على العبد هو معرفة ربه ومولاه، وذلك بمعرفة أسمائه وصفاته التي وصف بها نفسه في كتابه أو وصفه بها رسوله - صلى الله عليه وسلم - في سنته من غير تحريف ولا تأويل، وكذلك من غير إدخال للعقل في تصور الكيفية أو محاولة التشبيه والتمثيل بالمخلوقات، فهو كما وصف نفسه:
٢ - القيام بحقوق كل اسم وصفة لله سبحانه بالتعبد له بهذه الأسماء والصفات، ودعائه بها وتأثر القلب بها، فأسماء الله العظيم المجيد المتكبر المتعال الأعلى ذو الجلال والإِكرام وأنه فوق عباده على العرش استوى، تملأ القلب تعظيمًا له وإجلالًا وخوفًا منه ورهبة، وأنه لا ملجأ منه إلا إليه، وأسماء الخبير السميع البصير العليم الشهيد تملأ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات، ومن أسمائه الرحمن الرحيمِ البَرُّ الكريم الجواد الرزاق تملأ القلب محبة له وشوقًا إليه وطمعًا في رزقه ورحمته وحمدًا له وشكرا.
وكلما ازداد الإِنسان معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد عبودية لله قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا مَن أحصاها دخل الجنة). "رواه البخاري"[أحصاها: حفظها وقام بحقوقها]
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أصاب عبدًا هَمٌّ ولا حزن فقال: "اللهم إني عبدُك، وابن عبدِك، وابن أَمَتِكَ، ناصِيَتي بيدك، ماض فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، اسألك بكل اسم هُوَ لك، سَمَّيتَ به نفسك، أو أنزلتَه في كتابك، أو علَّمته أحدًا مِن خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيعَ قلبي، ونورَ بصري، وجلاء حُزني، وذهاب هَمي" إلا أذهب الله هَمَّه وحزنه، وأبدله مكانه فرحًا". "صحيح رواه أحمد"