للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من فوائد لا إله إلا الله]

لهذه الكلمة إذا قيلت بصدق وإخلاص وعمل بمقتضاها ظاهراً وباطنًا فوائد حميدة على الفرد والجماعة مِن أهَمها:

١ - اجتماع الكلمة التي ينتج عنها حصول القوة للمسلمين والإنتصار على عدوهم لأنهم يدينون بدين واحد وعقيدة واحدة كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}. "سورة آل عمران آية ١٠٣"

وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. "الأنفال آية ٦٢ - ٦٣"

والإختلاف والتناحر في العقيدة يسبب التفرق والنزاعِ والتناحر كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}. "سورة الأنعام آية ١٥٩"

وقال تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.

"سورة المؤمنون: ٥٣"

فلا يجمع الناس سوى عقيدة الإِيمان والتوحيد التي هي مدلول لا إله إلا الله، واعتبرْ ذلك بحالة العرب قبل الإِسلام وبعده: (كان العرب في الجاهلية متفرقون فجمعهم الإِسلام).

٢ - توفر الأمن والطمأنينة في المجتمع الموَحد الذي يدين بمقتضى لا إله إلا الله لأن كُلَّا من أفراده يأخذ ما أحل ويترك ما حرم عليه تفاعلًا مع عقيدته التي تُملي عليه ذلك، فيَنكَف عن الاعتداء والظلم والعدوان ويَحل محل ذلك التعاون والمَحبة والموالاة في الله عملاً بقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}. "سورة الحجرات آية ١٠"

يظهر هذا جليًا في حالة العرب قبل أن يدينوا بهذه الكلمة وبعد ما دانوا بها، فقد كانوا مِن قبل أعداء متناحريبن يفتخرون بالقتل والنهب والسلب، فلما دانوا بها أصبحوا إخوة متحابين كما قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}. "الفتح آية ٢٩"

وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}.

"آل عمران آية ١٠٣"

٣ - حصول السيادة والإستخلاف في الأرض وصفاء الدين والثبوت أمام تيارات الأفكار والمبادىء المختلفة كما قال تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>