للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القرآن المكي والمدني]

إن مما يساعد على فهم القرآن وتفسيره معرفة القرآن المكي والمدني، لذلك اهتم به الصحابة ومن بعدهم حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه:

"والله الذي لا إله غيره ما نزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت؟ ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأعلم فيم نزلت؟ ولو أعلم أن أحدًا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الِإبل لركبت إليه". [رواه البخاري]

والصحابة رضي الله عنهم كانوا يعملون بما تعلموه من القرآن، ولذلك قال ابن

مسعود: "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن" [صحح إسناده أحمد شاكر]

وهذا العمل تطبيق لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القائل:

"اقرأوا القرآن واعملوا به، ولا تأكلوا به. .". [صحيح رواه أحمد]

وبسبب هذا العمل بالقرآن الكريم نصر الله رسوله وصحابته من بعده، ولما ترك المسلمون اليوم العمل بالقرآن الكريم تأخر النصر عنهم حتى يعودوا إلى تعلم كتاب ربهم والعمل به، فيعود النصر إليهم.

معرفة المكي والمدني:

اعتمد العلماء في معرفة المكي والمدني على منهجين أساسيين:

١ - المنهج السماعي النقلي: ويستند إلى الرواية الصحيحة عن الصحابة الذين عاصروا الوحي، وشاهدوا نزوله، أو عن التابعين الذين تلقوا عن الصحابة وسمعوا منهم كيفية النزول ومواقعه وأحداثه، ومعظم ما ورد في المكي والمدني من هذا القبيل، إذ لم يرد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قول؛ لأنه لم يؤمر به.

مثال ذلك ما يجده القارىء في أول السورة: (سورة مكية) أو (سورة مدنية).

٢ - المنهج القياسي الاجتهادي: ويستند إلى خصائص المكي والمدني، فإذا ورد في

<<  <  ج: ص:  >  >>