١٠ - قد أكثر الأستاذ من وصف الدعوة بالحدة والعنف والمبالغة والغلو والتعصب والخطأ في أسلوبها، وهذه صفات ذميمة قد برَّأ الله الدعوة منها، فهي ولله الحمد دعوة حكيمة صافية مبنيَّة على العلم النافع والجهاد الصادق والصبر؛ أسوة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وترسُّمًا لخطاه.
وسأنقل فقرات مما كتبه الأستاذ في صفحات متعددة ما كان ينبغي له أن يكتبها: ففي (ص ٧٤) يقول:
"بدأت الدعوة حادة عنيفة مطبوعة بطابع التطرف والمغالاة ... فلقد بدأت الدعوة بما كان يجب أن تنتهي إليه، بل بأكثر مما كان يجب أن تنتهى إليه، بدأت بإنكار المجتمع كله".
ويقول في (ص ٧٦):
"كان ينبغي أن تسلك الدعوة مسلكًا أسلم عاقبة من هذا، لو أنها بدأت أقل عنفًا مما كانت عليه".
ويقول في (ص ٨١):
"ولكن تعَصَّبَ الوهابيِّين (كذا! والصواب: الوهَّابيون) لرأيهم فبالغوا فيه، وتعصَّب عليهم المجتمع الاسلامي في جملته، فأنكر دعوتهم".
وفي (ص ٩٣) يقول:
"وفي الحق أن الدعوة الوهابية في بَدْئِهَا قد. أخطات خطأ بيِّنًا في أخذ الناس بهذا الأسلوب الحاد العنيف؛ دون أن تُدْخِل في حسابها الأثر النفسي الذي يطغى على شعور المسلمين".
وفي (ص ٩٥) يقول:
"فموضوع الدعوة سليم غاية السلام، ولكن في أسلوبها بعدٌ كثيرٌ عن أساليب التربية" وفي (ص ١٠٣) يقول:
"ونقول: إن هذه المبالغة وهذا الغلو في تنقية العقيدة الإِسلامية من رواسب الشرك قد وسَّعَت هُوَّة الخلاف بين جمهور المسلمين والوهابيِّين" اهـ.
- والجواب أن نقول للأستاذ: من أي مرجع اسْتَقَيْتَ هذه المعلومات وعرفت هذه الصفات عن الدعوة التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه؟ "