للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ردود على أباطيل]

١ - التقيت برجلِ في سورية يقول عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- إنه مبتدع مذهبًا خامسًا ويقصد المذاهب الأربعة.

قلت له: إن الشيخ مذهبه حنبلي معروف في كتبه، فكيف تقول ذلك؛ وهذا من الكذب والافتراء.

التقيت في مكة بدكتور يدرس في إحدى الجامعات فقال لي:

سمعنا عنك يا شيخ محمد زينو أنك وهابي! فقلت له: وماذا تعرف عن الوهابية؟ قال لي: إنهم يقولون: العصا أفضل من محمد! فقلت له أين وجدت هذا الكلام؟ قال لي: سمعته من الناس! قلت له: أنت رجل تُدرس في الجامعة ثم تأخذ بأقوال الناس! مثلك لا يفعل ذلك، هذا لا يفعله إِلا العوام، فسكت ولم يعط جوابًا.

أقول: هذا من الافتراء على الوهابية الذي سيحاسبون عليه يوم القيامة، وكلام

الدكتور لا يقوله إِلا حاقد، أو جاهل، وما أكثرهم في هذا الزمان؟

كنت أتردد على بعض المشايخ في سورية، فرأيت منه استجابة لدعوة التوحيد بعد أن أقمت عليه الحجة في قول الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (٥٦) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} "سورة الإسراء: آيات ٥٦ - ٥٧"

وأن الآية نزلت في حق ناس من الجن كانوا يُعبَدون.

وفي رواية: كان ناس من الآية يعبدون ناسًا من الجن فأسلم الجن، وتمسك هؤلاء بدينهم. "رواه البخاري وانظر تفسير ابن كثير"

وبعد فترة قال لأتباعه: الوهابية نصف كفار! لأنهم لا يؤمنون بالأرواح!

أقول: لقد خاف الشيخ على منصبه فافترى على الوهابية بأنهم لا يؤمنون بالأرواح، والصحيح أنهم يؤمنون بالأرواح، ولكن ينكرون أن يكون لها تصرفات تنفع غيرها أو تضر، لأن هذا لله وحده، وفي الحديث:

"إذا مات الانسان انقطع عمله إِلا من ثلاث: صدقة جارية، أو عِلم ينتفع به،

أو ولد صالح يدعو له". "رواه مسلم"

<<  <  ج: ص:  >  >>