هذا هو الركن السادس من أركان الإيمان، ومعناه كما قال الإِمام النووي في شرحه لهذا الركن في كتاب (الأربعين النووية):
إن الله سبحانه وتعالى قدَّر الأشياء في القِدَم، وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى، وفي أمكنة معلومة، وهي تقع على حسب ما قدَّره الله سبحانه وتعالى.
الأيمان بالقدَر على أنواع:
١ - التقدير في العلم:"وهو الإيمان بأن الله تعالى قد سبق في عِلمه ما يعمله العباد من خير وشر، وطاعة ومعصية قبل خلقهم وإيجادهم، ومَن هو منهم مِن أهل الجنة، ومَن هو منهم من أهل النار، وأعدَّ لهم الثواب والعِقاب جزاءٌ لأعمالهم قبل خلقهم وتكوينهم، وأنه كتب ذلك عنده وأحصاه، وأن أعمال العباد تجري على ما سبق في علمه وكتابه". (نقلاً من كتاب جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي ص ٢٤)
٢ - التقدير في اللوح المحفوظ: ذكر ابن كثير في تفسيره نقلاً عن عبدالرحمن بن سلمان قوله: "ما من شيء قضى الله: القرآن فماقبله وما بعده إلا هو في اللوح المحفوظ". (ج ٤/ ٤٩٧)
٣ - التقدير في الرحم: وقد ورد في الحديث:
" ... ثم يُرسَل إليه الملَك فينفخ فيه الروح، ويُؤمر بكتب أربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ... ". (رواه البخاري ومسلم)
٤ - التقدير في المواقيت:"وهو سوق المقادير إلى المواقيت، والله تعالى خلق الخير والشر، وقدَّر مجيئه إلى العبد في أوقات معلومة". (نقلاً من صرح الأربعين حديث للنووي)