وقد ورد ذكر هذه التماثيل في سورة نوح -عليه السلام- وأكبر دليل على أن هذه كانت تمثل رجالاً صالحين هو ما ذكره البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (٢٣) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا} [نوح:٢٣ - ٢٤]
قال:"هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلك أولئك أوحى الشيطان إِلى قومهم، أن انصِبوا إِلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً (تماثيل) وسمُّوها بأسمائهم، ففعلوا ولم تُعبَد، حتى إذا هلك أولئك وتنسَّخ العلم عُبِدَت". ولأبي ذر (ونسخ العلم) أي علم تلك الصور بخصوصها". [فتح الباري ٦/ ٧٣]
فهذه القصة تفيد أن سبب عبادة غير الله هي التماثيل الممثلة للزعماء.
يظن الكثير من الناس أن هذه التماثيل، ولا سيما التصاوير أصبحت حلالًا، لعدم وجود من يعبد الصور والتماثيل في هذا العصر، وهذا مردود من عدة وجوه:
١ - إِن عبادة الصور والتماثيل لا تزال تُعبدُ في هذا العصر، فصورة عيسى وأمه مريم، تُعبدُ مِن دون الله في الكنائس، حتى الصليب يركعون له!!
وهناك لوحات فنية لعيسى ومريم تباع بأغلى الأثمان. تعلق في البيوت لعبادتها وتعظيمها.
٢ - وهذه تماثيل الزعماء في البلاد المتقدمة مادياً والمتأخرة روحياً تُكشف لها