الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده: وبعد:
فقد اطلعت على كتاب عنوانه "الدعوة الوهابية؟ محمد بن عبد الوهاب العقل الحر والقلب السليم" للأستاذ عبد الكريم الخطيب.
والكتاب في جملله يتضمَّن دراسة تحليليَّة لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من حيث الأسس التي قامت عليها، وطريقتها، وثمرتها، والحاجة إليها، وما قُوبِلت به من خصومها.
وهو كتاب جيد في بعض مواضيعه، وسَيّئٌ في مواضيع أُخرى منه، فقد أدركت عليه ملاحظات مهمَّة وخطيرة لا يسعني المرور بها دون تعليق عليها، بيانًا للحق، ونصحًا للخلق، وإنصافًا لهذه الدعوة المباركة، برد ما يُلْصِقُه بها أعداؤها من تُهم، وما يقذفونها به من شبهات، شأنها في ذلك شأن كل دعوة إصلاح.
ناهيك بما حصل لدعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على يد خصومها من ذلك.
ولعل الأستاذ الخطيب قد وقع في تلك الأخطاء تأثُّرًا بما يسمع أو يقرأ مما يمليه أو يلقيه خصوم هذه الدعوة، دون تنبُّه لأهدافهم وأغراضهم، وإن كان الأستاذ قد أزاح عن هذه الدعوة المباركة كثيرًا مما لفَّقه أعداؤها من شُبهات، لكنه أبقى على بعضها مما لولاه لكان كتابه جيَدًا مئة في المئة.
وكان الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم وفَّقه الله قد لاحظ على الأستاذ كثيرًا من تلك الأخطاء بملاحظات مختصرة طُبِعَت مع كتابه في طبعته الأخيرة دون أن يغيِّر من واقع تلك الأخطاء شيئًا، مما يدلُّ على إصراره عليها.
وهذا مما يؤكّد عليَّ تقديمِ ملاحظاتي هذه بدافع النصح وتجلية الحقيقة، لعل الأستاذ يعيد النظر في كتابه، فيُنَحِّي عنه تلك الهفوات ليَسْلَمَ من تَبِعتِها، ويُجنِّب القراء - خصوصًا الذين لا يعرفون هذه الدعوة معرفة جيِّدة عن الوقيعة فيها، فالرجوع إلى الحق خير من التَّمادي في الباطل.
وهذه الملاحظات بعضها جاء عرضًا في غير صميم الموضوع، وإليك بيانها بالتفصيل.