رابعًا: وأما دعواه أن كتب علماء الوهَّابية تشتمل على تكفير المسلمين إلا مَن كان يدين بدعوتهم، فنحن نطالبه أن يُبرز لنا كتابًا واحدًا من كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو من كتب أبنائه وأحفاده وكتب تلاميذهم. . . إلى يومنا هذا يُصَدِّق ما نسبه إليهم من تكفيرهم للمسلمين.
وبالجملة؛ فالأستاذ وصف دعوة الشيخ بصفات مذهب الخوارج: الغلُو، والتطرف، والعنف، وتكفير المسلمين، وحصر الإِسلام فيهم.
من أين استقى هذه المعلومات الخاطئة عن الدعوة؟!
لا بد أنه استقاها من كتب خصومها، وما هذا شأن الباحث المنصف، فضلًا عن العالم المسلم الذي يعلم أنه سيحاسَب بين يدي الله عن كل كلمة يقولها أو يكتبها.
٥ - ويقول الأستاذ في (ص ٨٢): "وإذن؛ فنستطيع أن نقول: إن هذه الدعوة مهما كان اتصالها بالسياسة، فقد بقي اللون الغالب عليها هو الدين، وظل صاحب الدعوة هو صاحب الكلمة في المجتمع الذي استجاب له بما فيه من حكام ومحكومين. . . إلخ".
- ونقول له: هل الدين منفصل عن السياسة؟!
إن الدين فيه السياسة الصحيحة، والشريعة الإِسلامية دين ودولة، فالسياسة الصحيحة لا تقوم إلا على الدين.