للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التصفيق في الذكر]

كنت في مسجد، قد أقيمت فيه حلقة ذكر بعد صلاة الجمعة فجلست أنظر إليهم، ولكي يشتد بهم الوجْدُ والطرب جعل أحدهم يُصفق بيديه، فأشرت إليه أن هذا حرام لا يجوز، فلم يترك التصفيق، ولما انتهى نصحته فلم يقبل، وقابلته بعد مدة لأذكره بأن هذا التصفيق من عمل المشركين حين قال الله عنهم:

{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: ٣٥]

[المكاء: الصفير، التصدية: التصفيق].

فقال لي ولكن الشيخ الفلاني أباحه! فقلت في نفسي: هؤلاء ينطبق عليهم قوله تعالى:

{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ}. [التوبة: ٣١]

ولما سمع عدي بن حاتم الطائي -رضي الله عنه- الآية، وكان نصرانيًا قبل أن يسلم، فقال يا رسول الله: إنا لسنا نعبدهم! فقال له - صلى الله عليه وسلم -:

(أليسَ يُحلون لكم ما حرم الله فتُحلونه، ويُحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ قال: بلى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فتلك عبادتهم). "حسن أخرجه الترمذي والبيهقي"

وحضرت ذكرًا آخر في مسجد كان المنشد يصفق أثناء الذكر، فقلت له بعد الإنتهاء: إن صوتك جميل ولكن هذا التصفيق حرام، فقال لي: نغم الغناء لا يتم إلا بالتصفيق وقد رآني شيخ أكبر منك فلم ينكر عليّ! ويلاحظ مَن حضر ذكرهم أنهم يُلحدون في أسماء الله، فيقولون: (الله - أه - هي - هو - ياهو) وهذا التبديل والتحريف حرام يحاسبون عليه يوم القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>