للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تفسير القرآن بالحديث الصحيح]

إن تفسير القرآن بالحديث الصحيح مُهمٌّ جدًا لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أعلم بمراد الله من غيره من الناس جميعًا. فهو كما قال الله تعالى عنه:

{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}. [النجم: ٣]

وقد أنزله الله عليه ليُبينه للناس، قال تعالى:

{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: ٤٤]

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ألا وإني أُوتيتُ القرآن ومثله معه". [صحيح رواه أبو داود]

١ - مثال ذلك قول الله تعالى:

{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}. [الأنفال: ٦٠]

فتفسير [القوة] ورد في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا إن القوة الرمي (ثلاثًا) ". [رواه مسلم]

قال القرطبي: إنما فسر القوة بالرمي وإن كانت القوة تظهر بإعداد غيره من آلات الحرب لكون الرمي أشد نكاية في العدو، وأسهل مؤنة, لأنه قد يرمي رأس الكتيبة فيهاب فينهزم مَن خلفه. [ذكره الحافظ في الفتح]

أقول: حتى الآن فإن آلات الحرب الحديثة يتوقف مفعولها على الرمي، لذلك

حث الِإسلام على تعلمه ولا سيما للشباب. وليتهم تعلموه مع السباحة بدلاً من تعلمهم بقية الألعاب التي شغلتهم عنه. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"من علم الرمي ثم نسيه فليس منا أو قد عصى". [رواه مسلم]

ومرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على نفر من أسلم ينتضلون فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

"ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا، أرموا وأنا مع بني فلان، قال فأمسك

أحد الفريقين بأيديهم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما لكم لا ترمون؟ قالوا كيف نرمي وأنت معهم؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أُرموا وأنا معكم كلكم". [رواه البخاري]

<<  <  ج: ص:  >  >>