[هل رأى محمد - صلى الله عليه وسلم - ربه ليلة المعراج]
اختلف العلماء في الرؤية على قولين؟
١ - قال فريق منهم: إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه.
٢ - وقال آخرون: إنه لم ير ربه.
أقول: الصحيح من هذه الأقوال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ير ربه، والدليل على ذلك ما يلي:
أ - لقد صح عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت:
"من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم الفِرية على الله". "متفق عليه"
ب - وفي رواية ثانية للبخاري أنها قالت:
"مَن حدَّثك أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه فقد كذب، وهو يقول: {لا تُدركه الأبصار} ". "الأنعام ١٠٣"
وللعلماء أدلة أخرى أنقلها للقارئ ليكون على بينة من أمره:
١ - تحقيق شيخ الإِسلام:
قال ابن تيمية في الفتاوى ما نصه: (وليس في الأدلة ما يقتضي أنه رآه بعينه، ولا ثبت ذلك عن أحد من الصحابة، ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك، بل النصوص الصريحة في نفيه أولى، كما في صحيح مسلم عن أبي ذر قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هل رأيت ربك؟ قال: (نورٌ أنَّى أراه)؟ ..
وفي الصحيحين عن ابن عباس في قوله تعالى:
(وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس والشجرة الملعونة في القرآن) "الإسراء ٦٠"
قال: هي رؤيا عين أُريها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أُسريَ به، وهذه (رؤيا الآيات) لأنه أخبر الناس بما رآه بعينه ليلة المعراج، فكان ذلك فتنة لهم، حيث صدقه قوم، وكذبه قوم، ولم يخبرهم بأنه رأى ربه بعينه، وليس في شيءٍ من أحاديث المعراج الثابتة ذكر ذلك، ولو كان قد وقع ذلك لذكره، كما ذكر ما دونه وقد ثبت بالنصوص الصحيحة، واتفاق سلف الأمة أنه لا يرى الله أحدٌ في الدنيا بعينه،