الدخان محرمًا فلماذا لا يُشرب في المساجد، والأماكن المقدسة؟ بل تشربونه في الحمامات وأماكن اللهو والمحرمات؟
١٤ - والبعض يقول: إِنه مكروه، فنقول لهم:
إِذا كان مكروهًا فلماذا تشربونه، والمكروه أقرب للحرام منه للحلال، واسمعوا
هذا الحديث الله. يقول فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الحلال بيِّن والحرام بَيِّن، وبينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لِدِينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه" الحديث [متفق عليه]
١٥ - لقد دعا الإسلام إِلى حفظ خمسة أشياء:
وهي النفس والعقل والمال والدين والعِرض، والآن وقد اتفق الأطباء والعلماء
على أضرار التدخين والتي تمس على الأقل الأربع نقاط الأولى أعني التي دعا
الإسلام لحفظها، فإِن الفقهاء لا يجدون حرجًا في تحريم التدخين معتمدين على الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
[حكم الفقهاء على الدخان]
١ - الحنفية: قال في تنقيح الحامدية لابن عابدين: "إِن ثبت في هذا الدخان أضرارٌ صرفٌ خالٍ عن المنافع، فيجوز الإفتاء بتحريمه".
(وقد ثبت الآن ضرره في الصحة والمال والأخلاق والمجتمع)
وقال في الدر المختار من الجزء الخامس من كتاب الأشربة: والتتن يدَّعي شاربه أنه لا يُسْكِر، وإن سُلِّم له، فإِنه مُفتّر، وهو حرام. لحديث الإِمام أحمد عن أم سلمة:"نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كل مُسكر ومُفتِّر"(١).