للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معجزة الإسراء والمعراج]

١ - المعجزة:

هي أمر خارق للعادة قد يكون مقرونًا بالتحدي صراحة أو ضمنًا، يجري الله هذا الأمر على يد أنبيائه. والمعجزة دالة على صدق النبي، فمتى ظهرت المعجزة على يد إنسان وقارن ظهورها دعوى النبوة علمنا بالضرورة صدقه، لأنه من المستحيل أن يؤيده الله وهو كاذب.

٢ - المعجزات ليست من صنع الأنبياء:

المعجزات التي يجريها الله على يد أنبيائه هي من صنع الله وتأييده لهذا النبي، وليس من صنعه، والدليل أن موسى -عليه السلام- لما أراه الله معجزته الكبرى، وهي العصا ليأنس بها، فانقلبت حية ولَّى خائفًا، ولو كانت من صنع موسى لما خاف منها.

٣ - المعجزة ليست من المستحيلات:

المعجزة ليست من قبيل المتسحيل العقلي، فإن مخالفة السنن الكونية المعروفة داخلة في نطاق الممكنات العقلية، وإذا كان سبحانه ربط الأسباب بالمسببات، فليس من المحال أن يضع نواميس خاصة بخوارق العادات يعرفها هو سبحانه، غير أننا لا نعرفها، ولكننا نرى أثرها على يد من اختصه الله بفضل منه ورحمة، وإذا اعتقدنا أن الله قادر مختار لا يعجزه شيء سهل علينا الإِيمان بأنه لا يمتنع عليه أن يحدث الحادث على أي هيئة.

أقول: إن الله الذي خلق الأسباب والمسببات قادر على تغييرها:

أ - خلق الله آدم بدون أم ولا أب، لأنه خلقه من تراب.

ب - خلق الله عيسى من أم بدون أب كما قال عنه:

{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.

"آل عمران ٥٩"

<<  <  ج: ص:  >  >>