إن وضع المرأة في البلاد التي يزعمون أنها متقدمة في الحضارة وضعٌ حرج، فيه الإِذلال والمهانة، والمجَون والخلاعة، والقسوة والإستغلال في أقسى صورها، وأبشع مظاهرها، لا يقبلها إلا ممسوخ الفطرة، منتكس السريرة، خبيث الطوية:
١ - إن القانون الإِنكليزي حتى عام ١٨٠٥ م كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته.
٢ - جاء في مجلة حضارة الإِسلام، السنة الثانية (ص ١٠٧٨): حدث في العام الماضي أن باع إيطالي زوجته لآخر على أقساط، فلما امتنع المشتري عن سداد الأقساط قتله الزوج البائع.
٣ - وقال الأستاذ محمد رشيد رضا -رحمه الله-: من الغرائب التي نقلت عن بعض صحف إنكلترا في هذه الأيام أنه لا يزال يوجد في بلاد الأرياف الإِنكليزية رجال يبيعون نساءهم بثمن بخس جدًّا كثلاثين شلنًا، وقد ذكرت - أي الصحف الإنكليزية- أسماء بعضهم.
٤ - أما في أمريكا التي تتربع على قمة العالم الغربي، فإن المرأة وصلت إلى انحطاط أخلاقي، وانهيار اجتماعي، وتفكك في الأسرة: يقول الدكتور مصطفى السباعي: وأما المرأة فقد دفع بها الوضع الاجتماعي الذي لا يرحم إلى أن أصبحت تُطرد من المنزل بعد سن الثامنة عشرة لكي تبدأ في الكدح لنيل لقمة العيش، وإذا ما أجبرتها الظروف في البقاء في المنزل مع أسرتها بعد هذه السن، فإنها تدفع لوالديها إيجار غرفتها، وثمن طعامها، وغسيل ملابسها، بل تدفع رسمًا معينًا لقاء اتصالاتها الهاتفية.
"انظر: المرأة بين الفقه والقانون ص ٣٠٠"
أقول: هذه المعاملة للبنت موجودة حتى الآن في جميع بلاد الكفر، وحدثني ولدي الذي يقيم في فرنسا أن هذا موجود.
٥ - أما عن قلة الزواج، وشيوع البغاء، وانتشار الزنا واللواط، وكثرة اللقطاء، وارتفاع نسبة الطلاق، وتغلغل الأمراض التناسلية الفتاكة، ولا سيما مرض الإِيدز المنتشر، والذي لم يُعرف له دواء فحدث عنه ولا حرج، بل لقد وصلت المرأة الغربية إلى درجة من الإنحلال والمهانة ما لا يتصوره عاقل.
يقول الدكتور "نور الدين عتر": حدثني صديق أنهى تخصصه العالي في أمريكا حديثًا: أن في الأمريكيين أقوامًا يتبادلون زوجاتهم لمدة معلومة ثم يسترجع كل واحد