ذكر كثير من المفسرين أن سليمان -عليه السلام- شغلته الخيل عن صلاة العصر، حتى غابت الشمس فأمر بقطع سوقها وذبحها تقربًا إلى الله، وقد اختلفت عباراتهم، وكلها تدور على هذا المعنى، وهذا التفسير عليه ملاحظات:
١ - قوله:{عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} أي: صلاة العصر، لا دليل عليه، لأن كلمة (عن)
تأتي بمعنى (لأن) كما نقل الشوكاني في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى {عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} يقول: مِن ذكر ربي. [ج٤/ ٤٣٢]
فالخيل هي من ذكر الله، لأن فيها الإِعانة على الجهاد، ولذلك أمر الله تعالى برباطها فقال عز من قائل:
وقد حل مكانها الآن الدبابات، والطائرات والمصفحات، والصواريخ، وغيرها من المخترعات.
فإعداد الخيل للجهاد من العبادات المطلوبة، بل هو من أفضلها، لذلك جاء مدحها في كثير من الأحاديث الصحيحة.
٢ - قول المفسرين {حَتَّى تَوَارَتْ} أي الشمس: لا دليل عليه أيضًا لأن الشمس ليس لها ذكر من قريب أو بعيد، والأقرب هو ذكر الخيل، فيكون المعنى: حتى توارت الخيل واختفت عن نظر سليمان -عليه السلام-.