[القرآن يكرم الإناث]
جاء الإِسلام يكرم الِإناث، وينهى عن كراهية البنات والحزن لولادتهن، وأن هذا التشاؤم من عمل الجاهلية.
١ - قال الله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (٥٨) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: ٥٩]
إن هذا العمل مِن ضعف الإِيمان وزعزعة اليقين، لكونهم لم يرضوا بما قسم الله لهم من الِإناث، ومن الغريب أن بعض المسلمين والمسلمات يكرهون ولادة البنات، ويحبون ولادة البنين، كانهم لم يسمعوا قول الله -عَزَّ وَجَلَّ-:
{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى: ٤٩، ٥٠]
وما سماه الله هبة فهو أولى بالشكر، وبحسن القبول أحرى، قال واثلة بن الأسقع:
إن مِن يُمن المرأة تبكيرها بالأنثى قبل الذكر، وذلك أن تعالى يقول:
{يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ}. فبدأ بالِإناث.
"انظر: الجامع لأحكام القرآن"
أقول: والأُم تستفيد مِن بنتها في مساعدتها أكثر من البنين ولا سيما في البيت.
٣ - وعن ابن عمر -رضي الله عنهما-: "أن رجلاً كان عنده، وله بنات، فتمنى موتهن، فغضب ابن عمر، فقال "أنت ترزقهن؟ ".
"رواه البخاري في الأدب المفرد"
٤ - قال الإِمام المحقق ابن قيم الجوزية -رحمه الله-:
فقسم سبحانه وتعالى حال الزوجين إلى أربعة أقسام اشتمل عليها الوجود، وأخبر أن ما قدره بينهما من، الولد، فقد وهبهما إياه، وكفى بالعبد تعرضًا لمقته أن يتسخط ما وهبه (الله تعالى) وبدأ سبحانه وتعالى بذكر الإِناث، فقيل: جبرًا لهن لاستثقال الوالدين لمكانهن، وقيل- وهو أحسن- إنما قدمهن للسياق لأن سياق الكلام أنه فاعل ما يشاء، لا ما يشاء الأبوان, فإن الأبوين لا يريدان إلا الذكور غالبًا، وهو سبحانه قد أخبر أنه يخلق ما يشاء، فبدأ بذكر النصف الذي يشاء، ولا يريده الأبوان.
وعندي وجه آخر: وهو أنه سبحانه قدم ما كانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات، حتى كانوا يئدوهن، أي هذا النوع المؤخر عندكم مقدم عندي على الذكر، وتأمل